أستاذ علم اجتماع: الذكاء الاصطناعي ضرورة تعليمية تستوجب الحذر
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون بديلا عن البرامج التعليمية ؟ سؤال من أكثر الأسئلة تداولا مؤخرا في كافة الأوساط التعليمية من المرحلة الابتدائية فالإعدادية والثانوية إلى مرحلة التعليم العالي بمختلف درجاته.
هذا السؤال الذي تردد كثيرا ضمن محاضرات علمية ومقاربات سوسيولوجية لم يحض بإجابة قاطعة ذلك أن المعطيات المتوفرة ما تزال حديثة حداثة المصطلح نفسه في بلادنا.
وفي هذا الإطار قال أستاذ علم الاجتماع سامي نصر في تصريح لموزاييك إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون مكملاً أو أداة داعمة قوية للبرامج التعليمية لكنه ليس بالضرورة بديلاً كاملاً.
ويعتمد ذلك على السياق وطبيعة التعلم المطلوب إذ يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم التعليم من خلال تحليل مستوى الطالب وقدراته، وتقديم مواد تعليمية مخصصة تناسب احتياجاته الفردية، وهو ما قد يصعب تحقيقه في البرامج التقليدية.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم الدعم التعليمي في أي وقت ومكان ولذا لا يمكن إلا أن نتحدث عن مجاراة لنسق عالمي خاصة في ظل غياب مؤسسات القرب التي كانت تمثل فيما مضى حاضنة للتلاميذ وغيابها اليوم أدى إلى خلق هوة كبيرة تسببت في انتشار عدة مظاهر سلبية في المنظومة التعليمية على غرار الانقطاع المدرسي والتسرب والهروب من المؤسسات التربوية.
من جهة أخرى بين نصر أن الذكاء الاصطناعي يفتقد إلى العنصر البشري والتفاعل الإنساني مع المعلمين وزملاء الدراسة وهو ما من شأنه أن يهمل الجانب المتعلق بتطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية.
وأضاف أنه لا يستطيع تحفيز الإبداع أو التفكير النقدي بنفس الطريقة التي يستطيعها المعلم البشري وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى تحويل التلاميذ إلى مجموعة من الكمبيوترات التي تشحن بعدد لا يحصى من التطبيقات دون مراعاة الجانب الإنساني فيها وهو الخطأ الذي وقعت فيه عملية الإصلاح التربوي وفق تعبيره، والتي تحدثت أساسا عن عدة عناصر كعدد المواد المدرسة والتوقيت والبرنامج مهملة الجانب البشري والاجتماعي لدى التلميذ .
*بشرى السلامي